الاثنين، 3 سبتمبر 2007

الأيام "الأخيرة" لطالب عجوز...!

كان من المفروض أن أكتب لكم اليوم عن لقائي المفتوح اﻷول خارج المكتب مع الشاعر عبد الرحمن يوسف..، أو التطورات الجديدة عند المغامير، أو أحداث الاحتفال الجميل بتنصيب "جنو لينوكس" الذي تعرفت فيه عالما جديدا ووسطا جديدا.. لكن زيارة مفاجئة إلى الجامعة غيرت كل ذلك..
بالمناسبة هذا الموضوع شبيه بالمواضيع المسلسلة اللي كنت باصدع بها الرؤوس البريئة لأعضاء منتديات عبد الرحمن يوسف.. وبما إني اصبحت الآن مدونا وغير راغب في تصديع رأس حد انشره هنا في مدونتي التي لا يدخلها من الأساس إلا راغب في تصديع رأسه..

البداية.. يوم عادي جدا..
صحيح أن ليلته قد شهدت بعض اﻷشياء غير العادية التي كان منها حذف الويندوز تماما ونهائيا من على جهازي وتوديع الـNTFS إلى الأبد استقبالا لـext3 ولينوكس ubuntu..ثم استيقظت صباحا وقد طلع في دماغي ان اقوم بتركيب KDE للنظام لأني أعشقه من أيام اللينوكس ماندريك.. وحيث أن حجمه ٦٠٠ ميجا تقريبا فقد تركته ينزل وذهبت إلى الجامعة في مشوار "ظننته خاطفا..!!"إلى الجامعة كان الغرض منه معرفة موعد امتحان الدور الثاني ودفع المصاريف...
لحد عنا ومفيش مشكلة..

ﻷ فيه..!

نزلت الجامعة.. دخلت لأول مرة دون مشاكل ودون جرّي كالعادة إلى مكتب الأمن.. غالبا ﻷننا ف أيام تنسيق..!
فين يا عم المصاريف..؟ كانت الخزينة مزدحمة لدرجة تشعرك ان الطلبة بيقبضوا فلوس مش بيدفعوها...!
اخرجت إذن الدفع الذي اضطررت اضطرارا لعمله أيام النتيجة بسبب موضوع مكتب الأمن اللي لسه قايله ده..
مفيش فايدة برضه زحمة.. صحيح منظر البنات الجداد -اللي همه تقريبا مواليد ٩٠..!- كان يفتح النفس في أغلب تجلياته، إلا اني وجدت ان دفع المصاريف هي فكرة يمكن تأجيلها شوية..
جدول الدور التاني لرابعة عربي فين..؟
في مكان الجداول..
ومكان الجداول لمن لا يعرفه هو بجوار باب آداب المجاور للبوابة الرئيسية للجامعة.. وهناك وجدته..
كنت متوقع مثلا ألاقي جدول دور اكتوبر.. وللا جدول دور نوفمبر..
جدول دور سبتمبر..؟؟!!!
يا نهار ازرق.. أول مادة إمتى..
١٠ سبتمبر...!؟؟!!!!!؟؟

رائع.. وهكذا صار امتحاني -فجأة- بعد اسبوع من الآن..

الصدمة والرعب والــمــطــوحــة...!
بالطبع من سكات كده ومن قصيره كما يقولون توجهت إلى مكان جداول المحاضرات لأعرف ما هي مواعيد محاضرات المادة التي سأرسب فيها -المادة الأخرى التي سأرسب فيها في التيرم الثاني وليس الآن..!- فوجدت حائطا خاليا من الجدول ومملوءا بواحدة فرّاشة تخبرني بأن الجدول "أول السنة"..
رجعنا للمصاريف تاني..
ما ينفعش..!
هو إيه اللي ما ينفعش..؟
إذن الدفع ده.. روح شؤون الطلبة وهات واحد زي دول.. ثم أشارت إلى أذون الدفع الأخرى..
جولة شديدة السخافة بين شبكاين يخبرني كل منهما أن قسم العربي في الشباك الآخر(!!) حتى أخبرني رجل مألوف الشكل يقف أمام أحدهما أن الموظفة مش موجودة وأن فيه واحد تاني هو الذي يقوم بشغل قسم عربي..
ما فيش شغل لعربي تاني.. أنا زهقت..!! استنى الموظفة لما ترجع...
كان هذا هو القرار الذي اتخذه القائم بأعمال موظفة العربي في نفس اللحظة التي قدمت له بطاقتي فيها...!
فقررت أن أدخل الشؤون من بابها الرئيسي وليكن ما يكون...

نافوخنا ضرب...!!
ببراءة سألت الفراش اللي على الباب (وأنا لا أعرف لماذا أنتظر أن يكون الكلام اللي ح يقوله خارج سياق الهبل الذي يحدث من أول اليوم..!) : قسم العربي لو سمحت..
الموظفة فوق في التنسيق وجاية كمان خمس دقايق..
تكرر السؤال والإجابة ٣ مرات كل خمس دقايق..!!
واضح أن الخمس دقائق هذه ثابتة لا تتحرك ولا تتأثر بمرور الزمن...
اشعلت سيجارة عندما وجدت الموضوع ح يطول.. فوجدت أخينا الفراش بسماجة:
مفيش حاجة كده..؟ (مشيرا إلى يدي الحاملة لعلبة السجاير..)
لما تيجي الموظفة المسئولة عن علبة السجاير...
سئمت - بجد- من هؤلاء الذين يعتبرون أن كل دورهم في الحياة هو أن تقدم أنت لهم شيئا ما..!!
قام الفراش لسبب ما من مكانه وبقيت الفراشة التي كانت جالسة بجواره ككومبارس صامت أحيانا ومزعج غالبا.. فسألتها:
موظفين قسم عربي فين يا حاجة...؟
عند النافورة...!!
هما مين دول اللي عند النافورة...؟!!
الموظفين..!
الموظفين عند النافورة..؟؟!!
أيوه يا بني..
بيعملوا إيه عند النافورة...؟!
بيشتغلوا..!!
واضح ان اخوانا الموظفين غالبا بيشتغلونا احنا.. وربما كانت تقصد مبنى الإدارة الذي عند النافورة.. أو تقصد أن تعطيني فسحة أتأمل فيها النافورة وأنسى الموضوع الأصلي الذي أتيت لأجله...
عموما ذهبت إلى هناك.. وأول ما وقعت عيني عليه في المبنى هو زجاج النوافذ..! تذكرته مهشما بفعل حجارة المتظاهرين من الشباب.. وتذكرته مهشما أيضا بفعل انفجار سيارة الضابط الذي دهم المتظاهرين بسيارته...
لا شيء على صفحة المبنى يوحي أن بداخله موظفين من قسم عربي "بيشتغلوا" او على وشك الخروج..
تجاهلت تماما بائع الكتب على رصيف المحطة وأنا في طريق الانصراف..
لا وقت للقراءة..!


نلتقي بعد الامتحان...