الثلاثاء، 29 يناير 2008

وداعا لأشولة البطاطس.. أو على الأقل هذا ما تصورته..!

اليوم شعرت بأن الأمل ريما يكون قد أنهى مشكلته المزمنة مع مصلحة الجوازات العربية ووجد الطريق أخيرا إلى داخل حدودنا (ربما تسرب هو الآخر كالنمل مثلما فعل اليهود في هوامش نزار قباني..!)
كتبت من قبل عن أزمة الفتاة العربية ومخاطر تحولها إلى شوال من البطاطس (أو البطاطا إن كنت تقرأ هذه الصفحة من الإقليم الشمالي) وأنهيته برؤية شديدة التشاؤمية كنت مخطئا فيها.. لا بسبب ما حدث اليوم لكن لسبب آخر تماما..!
توضيحا لفكرتي أريد أن أحدثكم عن المرأة.. جايز أن المرأة التي تعرفونها تختلف تماما عن المرأة التي ينبغي أن تكون..!
لن أتحدث عن المرأة باعتبارها كنز العطاء ونبع الحنان وسر البقاء إلى آخر هذا الهبل الميثولوجي الذي يربط بين المرأة والأرض والمرأة والشمس والمرأة والنخلة إلى آخر الهبل الذي صدعنا به هواة التفسير الأسطوري للأدب والحياة أيضا..
بل سأتحدث عن المرأة المقاومة.. المرأة التغيير..
فأنا مثلا قابلت اليوم بنتًا عربية رفضت أن تكون شوال بطاطس.. فقاومت.. والمفاجأة بقه: غيرت..!
وطوال طريق عودتي إلى الجريدة فكرت في هذه الحكاية.. فاكتشفت أن المرأة أو البنت إن قاومت وغيرت.. يتحول المجتمع بأكمله إلى مجتمع حي.. مجتمع واعٍ بحقه.. مجتمع لا تجمعه زعقة وتفرقه عصاية...!
نجد هذا مثلا في المجتمعات التي يعرف عنها أن المرأة هي من تحكم الأسرة فعليا في حين يحكمها الرجل ظاهريا.. مثل المجتمع اللاتيني وما تشهده دول مثل فنزويلا وبوليفيا وغيرها من نهضة وصحوة وثورة أيضا.. والمجتمع الصعيدي الذي لا يعوقه شيء عن التغيير في مصر إلا بعده عن مركز صنع القرار..
المرأة إن فكرت.. يفكر جيل، وإن قاومت يتحول المجتمع صخرة تتكسر عليها كل هراوات القمع.. وإن غيرت - حتى ولو أصغر تفاصيل حياتها - يجد الأمل طريقه إلى بلاد لم يدخلها من قبل..!
تحيتي للمقاومة.. والمقاوِمة أيضا..
وأنصحها منذ اليوم أن تكثر الاختكاك بالبنات والنساء العرب قدر إمكانها.. عسى أن تنتقل منها إليهن عدوى...
انشري العدوى قدر إمكانك..!!