طيب.. دلوقت فيه ناس "هيييه. هييه واحد مات اهه عقبال جده يا رب" أو "إياكش يتعظ بقه" أو معرفش ايه...
وفي الوقت ذاته فيه ناس أعلنت الحداد على فقيد الأمة المصرية -مهو لازم يبقوا من بتوع الأمة المصرية..!!- وخالص العزاء وصبر الله أهله ومعرفش إيه برضه بس غير الأولاني..
(مباشر: وانا بكتب الآن اسمع جلسة مجلس الشورى الذي بدأها صفوت الشريف بتلاوة القرآن -هو الذي كان يتلو- ثم خطبة عزاء طويلة لم تنته إلى الآن..!)
وبين هؤلاء وأولئك -وإن كانوا أميل إلى أولئك- ناس بتقول يا بشر لا شماتة في الموووووووت...
دعكم تماما من الإعلام والتلفزيون الذي أثبت قمة المشاركة الوجدانية مع الرئيس.. فهو بالفعل مثال الصاحب الجدع الذي قال فيه قريط بن أنيف:
لا يسألون أخاهم حين يندبهم في النائبات على ما قال برهانا..!
وقال فيه المثل السينمائي الأمريكي:
Shoot first and ask questions later...!
نعم الصاحب يعني.. في الفرح معاه، في الحزن معاه، في عيد الميلاد معاه، في عيد القيامة -قيامته على العرش في 20 أكتوبر- معاه، في دعمه للمقاومة معاه، في سبه لميتين أبو المقاومة معاه برضه..
وقال فيه إبراهيم الأهتم: انت صاحبي بجد يا لمبي.. انا مش مصدق نفسي يا لمبي..
المهم خلينا في اللي بين هؤلاء وأولئك لأنهم من ناحية صعبانين عليا ومن ناحية تانية واقعين تحت اثر الابتزاز الديني لخدمة السلطة..
يعني إيه اللهم لا شماتة..؟
المعنى واضح: يعني انت بتطلب من الله أن يحمي قلبك من الشماتة.. لسبب بسيط جدا انك مش ح تقدر عليها لوحدك.. لإنها -المفاجأة- شعور إنساني طبيعي..
ولهذا نرفزني هذا الصنف البين بين ده لأنهم هاجموا بشدة من كتب على الفيس بوك "اللهم لا شماتة" أو ما يعادلها.. كأن مثلا اللي كتبها شامت فعلا فبيقوموا داخلين عليه: انت مش من حقك تشمت أصلا... يا جماعاة انا إنسان برضه، ما لناش دعوة.. لا شماتة في الموت يعني لا شماتة في الموت خلصت..
طيب عشان ما ارغيش كتير فاكرين الظرف التاريخي بتاع اللهم لا شماتة..؟
ايييوه.. بالضبط مذاكرين أهه.. عندما كان النبي يمر بين قتلى المشركين في بدر.. وقالها وهو يذكر جيدا ما فعله به وبأصحابه كل واحد منهم.. يعني النبي اللي اسمه نبي وخير خلق الله كلهم، كان يخاف شر الشماتة على نفسه لأنها -نفس المفاجأة- شعور انساني طبيعي تتزايد احتمالاته كلما زاد ظلم المشموت فيه..
يبقى نفول ايه في هذا الموقف..؟
اللي مات ده لا هو حبيب العادلي ولا يوسف والي مثلا.. ده طفل ليس إلا.. يعني مثلا ما كانش ركن من أركان النظام الفاسد ووقع..
وفي نفس الوقت اللي مات ده مش فقيد الأمة ولا زويل ولا محفوظ عشان نعمل حداد وطني.. حفيد الرئيس زيه زي أي طفل من اللي ماتوا في العبارة واللا في القطار ولا في أي كارثة تانية وما حدش عبرهم بأيتين قرآن..
لم يبق إلا ان نقول: اللهم لا شماتة..
ولا نزيد عليها.
على جنب: الصورة لجنازة نجيب محفوظ..!
هناك 4 تعليقات:
كلامك كله صح والله
اللهم لا شماته وربنا يصبر اهله
عندك حق يا أحمد في كل كلمة
وفعلا اللهم لا شماتة
بس بعيدا عن الموقف الرسمي ايه رأيك في المواطنين اللي كانوا بيتصلوا بالقنوات الفضائية
ويقدموا العزاء بشكل مستفز نفاق واضح بيعملوا كده ليه في رأيك ؟
I'll give you a post you can't refuse
فعلا D:
أخبارك إيه يا راجل، مش ناوي تهاجر إلى أراضي تويتر المقدسة؟
عندك حق، أنا من الناس اللي ما شمتتش بس حسيت بحرقة الدم الرهيبة عشان موجة النفاق الرهيبة دي من الإعلام و كذلك موجة التعاطف المبالغ فيه مع الريس، تعاطف ما شفتوش خالص مع موتى العبارة و القطر و و و، و كأن مفيش بيننا علاقات، احنا علاقاتنا مع الريس بس!!!
سامح حجاج
إرسال تعليق