أراني..

كيف أراني -إن نظرت إلي- من خارجي..؟
سؤال شغلني سنين عدة.. بل شغلني منذ ولدت تقريبا..! أذكرني طفلا اراقب زملائي وأتساءل.. ماذا يدور الآن بعقولهم عني..؟ لماذا يكرهونني إلى هذه الدرجة..؟
أراني شابا يتساءل: هل تحبني..؟ وما الذي يعجبها في..؟ وما الذي يعجبها لكي أضيفه إلي..؟
الآن.. لم يعد السؤال ضاغطا ملحا مجهولا كما كان..
أراني مسافرا.. يخاف أن يتعرف رفاق السفر.. حتى لا يفارقهم في محطة الوصول..
اراني موهوما يظن أنه يكتب دون أن يكتب حقا..
أراني مدعيا.. يوهم الناس ان من يرونه هو أنا كما أنا الآن.. وليس أنا كما أحب أن أكون..!
أراني ناضجا تقمصت طفلا.. ليس لأني لا أملك إلا أن أكون طفلا ولكن لأني أحب أن أكون طفلا..!
أراني أتحدث عن كل شيء دون أن أعيشه..
أراني مخدوعا خادعا نفسي.. حتى فيما أراه...!!