الاثنين، 21 يوليو 2008

فصل المقال فيما بين الفتنة والاحتلال من الاتصال..!!

على جنب: حق لمثل هذه الرسالة أن تكتب بماء الذهب وتعلق في.. في كل حتة..! لكني لا أملك إلا أن أكتبها بفونت Arial وأعلقها هنا..
أحمد فيصل
*******

موضوع ممتاز أحيي كاتبته بحق .. وأقيمه بخمس نجوم.

.......

أو بكلمات أخرى .. هو دعوة للتمييز بين ما هو ديني اعتقادي بحت، يعتمد العاطفة ويحتل الوجدان، وبين ما هو سياسي يعتمل في العقل ، وهي مشكلتنا الأزلية التي لن نتخلص منها إلا ربما حين نتخلص من أنفسنا.

على أية حال .. كان المرتكز الأساسي للموضوع ، السؤال :


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خير زاد

وقت قانا 2006 .. سيبنا الكارثة كلها برمتها
ومسكنا في ايه ؟؟؟ افتكروامعايا كده
ان حسن نصرالله ..... شيعى
ووقت اعدام صدام سيبنا برضه الكارثة الاساسية
ومسكنا في ايه ؟؟؟ .... انه سنى ومش عارفة مين شيعة
لله الأمر من قبل ومن بعد ... وان لله وانا اليه راجعون


فعلا .. لماذا لا يتم إذكاء تلك الاختلافات أو الخلافات، ولا يتوسع أولو العلم اللدني في عرض مساوئ الضفة الإسلامية الأخرى إلا أوقات الأزمات الأليمة أو الإنجازات النوعية؟

لماذا أيام مجزرة قانا ؟ لماذا أيام حرب لبنان ؟ لماذا أيام مجد تحرير
الأسرى ؟

حسب ما أرى ، هو جواب وحيد .. يمكن اختصاره في :
" من أجل تفريغ الغضب في صراخ العاطفة، وتسخيف المجد في أعين معتادي المذلة إلى حد المتعة " ..

ولا أراه إلا ورقة التين الوحيدة التي يمكن للأنظمة أن تستر سوأتها المفضوحة في كل يوم يحقق فيه الآخرون مجداً أو يعانون مأساة.

فحين تقع مجزرة مثل قانا أو مجازر حرب لبنان .. بماذا ستجيب الأنظمة الداعرة شعوبها عن سبب صمتها إزاء المذابح التي تُرتكب ؟ أو بماذا ستبرر منحها المعتدي الغطاء السياسي لارتكاب المذابح بتحميل المسئولية للمجني عليه ؟ أو كيف ستشرح سكوتها عن كل تلك الدماء المسفوكة وهي تمتلك أعلى مستويات العلاقات مع الجاني الحقير ؟

الحل الوحيد .. إذكاء عواطف المؤمنين البررة بالعداء تجاه الضحية، من أجل خلافات اعتقادية تقع ما دون الأصول الكبرى في الاعتقاد.
فأن تصف الضحية بالكفر أو الفسوق مبرر كاف لتخاذلك عن نصرتها أو دعمك للعدوان عليها.

وحين تحقق المقاومة انتصاراً كالذي حققته قبل أيام بتحرير أسراها الذين حلفت إسرائيل أن تنتقم منهم انتقاما " لم يخترعه الشيطان " وأنها لن تقبل نقاشاً أو كلاما من أحد في تحريرهم .. تجد الأنظمة الداعرة نفسها ذاهلة مكسورة .. بم تجيب شعوبها وهي عاجزة عن تحقيق ما حققه من لا يملك نصف ولا ربع ولا عُشر سلاحها ؟

بماذا ستجيب الأردن شعبها وهي صاحبة العلاقات الأخوية مع إسرائيل، ومع ذلك تترك أسراها في إسرائيل تنهشهم آلة يهود دون أن تحرك ساكنا ، أو بم تجيب حين يمجد حزب الله أسراه المحررين بالاحتفالات ويزف الأردن أسراه من إسرائيل إلى السجون في الأردن لإكمال العقوبة على " جهادهم" في سجون الوطن الذليل ؟

وبماذا تجيب مصر التي تعقد حكومتها شراكة سياسية - اقتصادية مع إسرائيل وأبناؤها عديدون يتجرعون الويل في سجون صهيون دون أن تحرك ساكنا ؟

وبم تجيب السعودية ؟
وكيف تبرر سوريا ؟
وكيف تحكي سلطة عباس قصة التنسيق الأمني للجماهير المكلومة ؟

لا حل إذا إلا الطعن في الضحية نفسها ، وفي المأساة والانتصار

لذلك كله ينطلق الموظفون في وزارات الأوقاف العرب .. للتهجم على الضحايا ولوي أعناق الكلام والغوص في أوراق صفراء متاحة مدى الحياة .. في أيام الأزمات أو الانتصارات خصوصا .

وبالتالي .. ليس الأمر متعلقا بدين ولا عقيدة، وإنما يتعلق بتفريغ غضب الجماهير العريضة إزاء المجازر في نقاشات اختلافات الدين كي تقنع نفسها بأن الضحية كافرة وبالتالي .. تستحق السفك
ثم تغطيه العيون عن عجز الحكومات و تفوق المقاومين رغم فروقات الإمكانيات.

لسا ننادي باعتناق مذهب حزب الله الديني ، لكننا فقط .. ننادي بانتهاج نهج العزة الذي انتهجه حزب الله في مقابل العار الذي تتشح به دويلات العرب.
وننادي بأخذ العبر مما تحققه المقاومة هناك بأدواتها البسيطة بينما تعجز الأنظمة الضخمة حد الورم.

ماذا يحكي التاريخ ؟

يُحكى أن :

حين انسحبت إسرائيل صاغرة محقورة من جنوب لبنان تاركة وراءها عملاءها وحتى دباباتها .. قال ياسر عرفات : إن انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان لم يكن بسبب المقاومة ، وإنما كان تطبيقا لقرارات الأمم المتحدة !!

ويُحكى :

حين كان الروس يجتاحون أفغانستان ( ويضرون بمصالح أمريكا) أعلنت السعودية الجهاد وجندت الشباب للقتال في أفغانستان لدحر الاحتلال عن أرض الإسلام وأنفقت في ذلك ملايين الدولارات وآلاف الشباب تحت اسم الجهاد ..

الآن احتل الأمريكان أفغانستان والعراق وفعلوا فيها ما لم يفعله الشيطان، سفكوا الدماء وأهلكوا البلاد ونهبوا الخيرات وهتكوا الأعراض .. المفاجأة:
حرّمت السعودية القتال في أفغانستان أو العراق بعذر عدم تكافؤ إمكانات المقاومة مع إمكانات العدو وعدم إلقاء النفس في التهلكة على لسان شيوخها على رأسهم العبيكان ، بل ومفاجئ أكثر من ذلك .. دعت لطاعة ولي الأمر المعين من قبل أمريكا طالباني أو كرزاي ، الآن ما عاد جهاد !
حُذف من القرآن " كم من فئة قليلة " ؟
صار العميل الآتي على دبابة العدو " الكااااااااااااااااااافر" .. ولي أمر المسلمين ؟

عن إي إسلام نتكلم ؟


تأمل فيما أعلاه وأجبني ..

من أسوأ ؟ العلمانية التي تفصل السياسة عن الدين .. أم الكهنوتية التي تبيع الدين للسياسة ؟

بكلمات أخرى : من أكفر .. العلمانية أم الكهنوت ؟

بكلمات أكثر تخصيصا .. أي ازدواجية تلك التي تجعل ولي الأمر السعودي ينافق إيران في العلن إلى حد الغثيان لدرجة الدعوة للحج والزيارات والمؤتمرات ، وأن يبث في الخفاء الكهنة لاتهام المقاومين بمساندة نظامها الكافر !

أما آن للعقول الكليلة أن تفهم أن صراع سني - شيعي ما كان سابقاً ولا يكون الآن ولن يكون لاحقاً إلا صراع سياسي بحت بيع فيه الدين للسياسة في أسواخ النخاسة جارية حسناء يداعبها الكهنة أو فرساً عريقاً يمتطيه كل ولي أمر للحفاظ على العرش ؟

أسواق نخاسة أُجبرت فيها نظريات السياسة قهراً لأن تكون عقائد ؟



كفاكم ..

تحياتي

يا وحدنا (Nectar)
غزة العربية
الرابط الأصلي

ليست هناك تعليقات: