الاثنين، 23 يونيو 2008

الفصل الثاني: فيما جرى لمكبوت السادس عشر

الأوراق التي كان مكبوت يقلب فيها صباح مساء، كانت أوراقا بيضاء.. وعلى كل حال فهو لم يكن يبحث عن شيء يقرأه بل شيء يكتبه.. وهو يقلب بين الأوراق البيضاء لتعذر امكانية أن يقلب في رأسه بنفس الكيفية... ثم -كالعادة- يأس.. عموما "تامر وشوقية" في التلفزيون يبدوان أكثر جاذبية من الكتابة..
- طب والمذاكرة يا بني..؟
- أنا بذاكر يا بابا..
- انت عندك ثانوية عامة..
- عارف اني خلصت إعدادية يا بابا..
- ربنا يوفقك يا بني..
ممكن أخد الراوي..؟ شكرا...
لم أكن أعرف من أين أتى أبي بالجرأة الكافية على هذا "الزن" صباح مساء على كل شيء.. كأنه -مثلا- لم يكفيه أنه اسمى ولده الوحيد مكبوت في نفس الوقت الذي اسمه فيه مكبوت واسمه أبيه أيضا مكبوت فصار مكبوت بن مكبوت بن مكبوت..!!! أو مكبوت مكبوت مكبوت لا فرق.. ولك أن تتخيل كم "ياااااا ولدي" ممطوطة ملحنة سمعتها وأسمعها في كل مرة أقول فيها اسمي الثلاثي...
لمن لا يعرفني -وان كان هذا نادرا.. فلا يمكن أن تكون درست في جامعة القاهرة دون أن تسمع عن مكبوت مكبوت مكبوت...!- انا واحد عرف طريق الصياعة مبكرا.. منذ الثانوية وربما قبلها وأنا أدخن وأرتاد القهاوي وأرشو فراش المدرسة من أجل ماتش كرة في فنائها..! أما الباشا مكبوت مكبوت مخنوق -وهذا اسم أبي الثلاثي..!!!- فلم يكن متفرغا لي أو مهتما بي أصلا.. وأنا لم أفهم ذلك أبدا.. موظف في السجل المدني لا يجد وقتا لابنه الوحيد سواء اثناء العمل أو بعد إحالته للمعاش..؟!
سيب الراوي لو سمحت.. عرفت مكبوت وهو بين الماء والطين.. آه والله العظيم..!! ألا تصدقينني..؟ كنا في رحلة الكلية إلى القناطر .. وتصادف ان كليته كانت هناك في نفس اليوم.. وجد الشباب بعضهم وتعرفوا بعضهم و -كالعادة- اشتبكوا في معركة.. هناك رأيته وهو يضرب احد زملائي اثناء المعركة وكليهما في بركة ماء موحلة..!
- بتقول اسمك ايه...؟؟
- يادي النيلة على اسمي.. هو اللي سمعتيه.. واسم جدي الكبير مخنوق.. وهناك سلسلة أخرى من المكابيت والمخانيق تمتد يمكن للعصر الإغريقي...!
بمناسبة العصر الإغريقي. هل أخبرتك انه وسيم مثل براد بيت في Troy..؟ تخيلي هذا الشكل على واحد مصري...

ليست هناك تعليقات: